قبول الآخر والديمقراطية
[كلمة قبول تعني الإعتراف والإقرار بالإخر
ختلاف مع الآخر، والآخر هو كل ما هو مختلف عنك من حيث النوع ،الفكر،الثقافة،والاتجاه السياسي،الدين والمذهب... الخ
وإن قبول ثقافة الآخر المختلف لا يعني بالضرورة الاقتناع بها، إنما هو إقرار بوجود الاختلاف معها وبوجود هذه الثقافة وقبولها من قبل الآخر، شرط أن لا تكون تلك الثقافة مبنية على حساب حقوق الآخر أو وجوده، كما يجب النظر إلى الآخر المختلف من دون تمييز بسبب الجنس أو الدين أو القومية أو الخلفية الاجتماعية أو الاتجاه السياسي أو أي سبب آخر، وطالما أن الاختلاف لا يكون على حساب وجود الآخر أو حياته، فالآخر هو فرد مواطن، له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات، فيجب احترام هذا الاختلاف والعمل على تعزيز قبول ثقافة الآخر المختلف مهما بلغت درجة الاختلاف، وتفعيلها بشكل طبيعي بما تنسجم مع واقعنا ومتطلباته.
وإن التسامح والديمقراطية لهما اتجاهان أي اخذ وعطاء وتفاعل إيجابي مع قيم إنسانية جديدة بعيدة عن روح التعصب والكراهية وشطب الآخر المختلف.
وتتأسس الديمقراطية الفعالة والحقيقية:" من بين ما تتأسس عليه إحترام الحقوق وأداء الواجبات التي يحميها ويضبطها القانون والمؤسسات في إطار دولة الحق والقانون. ومن المؤكد أن احترام الحقوق وأداء الواجبات لايتأتيان إلا بنسبة إلى شخص حر. الديمقراطية لم تعد أمورا شكلية أو قطعية، بل أصبحت ثقافة ومعاملات تتجذر بمفاهيم النسبية والاختلاف وقبول الرأي الآخر والمساواة والعدالة والإنصاف والمشاركة السياسية وتقرير الفرد لمصيره واختياراته
حيث إن في غياب الديمقراطية تنعدم إمكانية تكافؤ الفرص في التعبير عن الرأي, وإن غياب العدالة السياسية تنقطع فرص الحوار والتواصل بين مكونات المجتمع, وإن غياب سلطة القانون يقع الضرر على الجميع. السودان علي سبيل المثال: واحدة من أهم الأسباب التي أدت وستؤدي إلي تقسيم السودان هو الاستمرار في فرض أحادية ثقافية ودينية أشبه بالوصاية من قبل نخبة تعاقبت علي الحكم علي شعب متعدد الأعراق والثقافات والديانات ، وهو ما يجسد رفض الاخر داخل الدولة الواحدة متمثلاً في رفض ثقافته والتعبير عنها باي شكل من الأشكال ، والمؤسسات الرسمية للدولة لا تعترف الا باللغة العربية كلغة وحيدة للدولة وأن الدين الاسلامي هو دين الدولة الرسمي وهو تمييز أجج نيران الصراع العرقي والتهميش الثقافي والسياسي في السودان وأدي في نهاية المطاف الي انفصال جنوب السودان .
وان غياب ثقافة التسامح وقبول الآخر المختلف هي من أكثر عوامل الواقع الذي تعاني منها مجتمعاتنا في الوقت الحاضر، وهذا يمثل مسؤولية يجب أن يطلع بها الجميع إبتداءآ من الاسرة ، المدرسة والقوة السياسية والمنظمات المجتمعية، والمؤسسات الثقافية وحتى علماء دين، ولكن بعض ما تم ذكرها هي فاقدة لما عليه أن تعطيه للمجتمع، وحيث أن فاقد الشيء لا يعطيه بأي حال من الأحوال.[/size]وإن الاعتراف والإقرار بثقافة التسامح وقبول الآخر والاعتراف به هو أمر جيد ومقبول نظرياً ولكن يجب العمل والنضال من أجل ترسيخ قيمة هذه الثقافة وتطبيقها في الحياة اليومية بشكل يعود بالفائدة على الجميع دون استثناء[/color][/justify].
[/color][/size[/b][/size]][/size][/font]